سوريا التي نولد فيها من جديد..

سوريا التي نولد فيها من جديد..

ليست مجرد هوية بصرية،
وليست فقط شعارًا جديدًا..
بل لحظة قطيعة جوهرية مع ماضٍ أثقل القلوب، وشوّه الملامح، وزرع الخوف في تفاصيل العيون.

في هذه اللحظة، نحن لا نجمّل الماضي.. بل نواجهه.
ننظر إليه بصدق، ونفكك رموزه البائدة، شعاراته المعلّبة، وحضوره الذي طال أكثر مما يجب. نتحرر منه دون أن ننسى، ونسلك طريقًا جديدًا.. يبدأ من الحلم، ويمرّ بالألم، ويصل إلى الوطن الذي نشتهيه كما يليق بنا.

الهوية الجديدة ليست مجرد تغيير ألوان أو خطوط، هي ولادة وعي.. وعي أن سوريا التي نحلم بها، ليست بعيدة.. لكنها تولد فينا أولاً، ثم تكبر حين نُفسح لها الطريق.

الهوية الجديدة تقول لنا: لم نعد نرى أنفسنا عبر ظلال الخوف، بل عبر نور نستحقه. ولم نعد نبحث عن وطن ننجو فيه، بل عن وطن نعيش فيه، نحبه، وننتمي إليه بكامل وعينا لا بخوفنا.

رحلتنا عسيرة، نعم.. لكنها مليئة بأصوات تعبت من السكوت، وقلوب ما زالت تحب رغم كل شيء.
نستعيد سوريا خطوة خطوة.. لا دفعة واحدة.
ونعيد تشكيلها بهدوء، لا بانفجار.
نرسمها بالأمل، لا بالشعارات.
نحملها معنا في كل محاولة صادقة.. في كل وقفة، وكل قرار، وكل تراجع عن عنف أو كره أو يأس.

إنها ليست لحظة تجميلية، بل خطوة جذرية نحو سوريا الإنسان، سوريا المستقبل، سوريا الحقيقية.
الهوية الجديدة تهمس لنا:
هذه بلادكم، فابدأوا بكتابتها من جديد.. ولكن هذه المرة، بحبر القلب وصدق النية.