هذه اللحظات يا عمر لا تحمل مجرد حركة يمكن أن تستغربها أنت والملايين حول العالم، بل هي جزء لا يتجزأ من ذكرياتنا في بلادنا التي نحب، ببساطتها وعاداتها المألوفة لدينا، والغريبة لديك ولدى الكثير حول العالم.
كنت أستمع لمعاناتهن والصدمة واضحة على وجهي. لم أتحدث كثيراً، والأصح أنني لم أستطع التحدث من هول الصدمة. خرجت من البناء ووقفت لألتقط نفساً عميقاً هرباً من الروائح الكريهة التي استقرت في ذهني، ومشيت ببطء إلى خارج المدينة الجامعية.
تستمر أحلام اليقظة يومياً دون توقف، وأختبر مشاعر جديدة كل يوم.. إنه الحنين الممزوج بالعجز أحياناً وبالأمل أحياناً أخرى، لكن ما يمكنني قوله هو أن الحنين لا يفارقني.
إسطنبول التي احتضنتني ببرودها القاتل قبل 10 أعوام، تعود اليوم لتجعل من جسدي المنهك وروحي المتعبة شظايا جديدة تبحث عن حياة هادئة ومستقرة وسط فوضى خوف وقلق يمتزجان بروحي "الفرفوشة" المفعمة بحب الحياة.