"بلا نظام الأسد".. عيد مختلف بغياب القمع وحضور الحنين
في عيونهم، كانت الفرحة تحمل طبقات أعمق من مجرد الاحتفال بالعيد، كانت تعبيراً صادقاً عن بداية جديدة، خالية من القمع والظلم.
في عيونهم، كانت الفرحة تحمل طبقات أعمق من مجرد الاحتفال بالعيد، كانت تعبيراً صادقاً عن بداية جديدة، خالية من القمع والظلم.
هتفتُ في سري كما هتفوا هناك: "الله، سوريا، حرية وبس!" وأيقنتُ في داخلي أن الثورة بدأت.. ولن تخمد إلا بتحقيق الحرية المنشودة.
سقط الأسد يا صديقي كما حلمت كثيراً.. وها نحن نحتفل اليوم بالذكرى 14 لثورتنا العظيمة دون عائلة الأسد.. نحتفل في سوريا الحرة دون طغاة
أكتب اليوم عن قيصر.. ليس قيصر الذي عرفه التاريخ القديم، بل عن قيصر سوريا الذي قدم للعالم وثائق تاريخية وأحد أهم الأدلة على أحقية ثورتنا العظيمة ضد أكثر الأنظمة إجراماً في تاريخ البشرية.
هذه اللحظات يا عمر لا تحمل مجرد حركة يمكن أن تستغربها أنت والملايين حول العالم، بل هي جزء لا يتجزأ من ذكرياتنا في بلادنا التي نحب، ببساطتها وعاداتها المألوفة لدينا، والغريبة لديك ولدى الكثير حول العالم.
كنت أستمع لمعاناتهن والصدمة واضحة على وجهي. لم أتحدث كثيراً، والأصح أنني لم أستطع التحدث من هول الصدمة. خرجت من البناء ووقفت لألتقط نفساً عميقاً هرباً من الروائح الكريهة التي استقرت في ذهني، ومشيت ببطء إلى خارج المدينة الجامعية.
تستمر أحلام اليقظة يومياً دون توقف، وأختبر مشاعر جديدة كل يوم.. إنه الحنين الممزوج بالعجز أحياناً وبالأمل أحياناً أخرى، لكن ما يمكنني قوله هو أن الحنين لا يفارقني.
إسطنبول التي احتضنتني ببرودها القاتل قبل 10 أعوام، تعود اليوم لتجعل من جسدي المنهك وروحي المتعبة شظايا جديدة تبحث عن حياة هادئة ومستقرة وسط فوضى خوف وقلق يمتزجان بروحي "الفرفوشة" المفعمة بحب الحياة.
"سقط الأسد".. خبر لطالما حلمنا به منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة قبل 13 عاماً و8 أشهر و23 يوماً.